2025-07-07 10:24:44
في 16 يونيو 1982، شهدت مدينة خيخون الإسبانية واحدة من أكثر المفاجآت إثارة في تاريخ كأس العالم، عندما تغلب المنتخب الجزائري على ألمانيا الغربية بنتيجة 3-2 في المباراة التي لا تنسى ضمن المجموعة الثانية. كانت هذه المباراة علامة فارقة ليس فقط للكرة الجزائرية، وإنما لكرة القدم الأفريقية بأكملها.
البداية غير المتوقعة
دخل المنتخب الجزائري المباراة كفريق غير مرشح أمام العملاق الألماني، الذي كان يضم نجومًا مثل كارل-هاينز رومينيغه وبول برايتنر. لكن الجزائريين، بقيادة المدرب رشيد مخلوفي، أثبتوا أن الإرادة والمهارة يمكن أن تتغلب على التوقعات.
سجل اللاعب الجزائري رابح ماجر الهدف الأول في الدقيقة 54، ليصدم الجميع. وعلى الرغم من تعادل كلاوس فيشر بعد ذلك بوقت قصير، عاد الجزائريون للتقدم عبر هدف لخضر بلومي في الدقيقة 68. ثم جاء هدف رومينيغه ليعادل النتيجة مرة أخرى، لكن اللاعب الجزائري الشاب جمال زيدان أحرز الهدف الثالث في الدقيقة 70، ليكتب اسمه في التاريخ.
تداعيات المباراة
أثارت هذه النتيجة غضبًا كبيرًا لدى الألمان، الذين لم يتوقعوا الخسارة أمام فريق أفريقي. بلغ الأمر أن الصحف الألمانية وصفت المباراة بـ”عار سيبيريا”، في إشارة إلى الهزيمة غير المتوقعة.
لكن الأكثر إثارة للجدل كان ما حدث بعد ذلك. في الجولة الأخيرة من المجموعة، لعبت ألمانيا والنمسا مباراة مثيرة للشكوك، حيث انتصر الألمان 1-0، وهي نتيجة تأهل بها الفريقان على حساب الجزائر. هذه الحادثة دفعت الفيفا لتغيير نظام المباريات في كأس العالم، بحيث تُلعب المباريات الأخيرة في المجموعات في وقت واحد لتجنب التلاعب.
إرث المباراة
رغم الخروج المبكر، أصبحت مباراة الجزائر وألمانيا 1982 أيقونة في تاريخ الكرة الأفريقية. أثبتت أن الفرق الصغيرة يمكنها منافسة العمالقة، وساهمت في فتح الباب أمام مشاركات أفريقية أكثر تنافسية في البطولات العالمية.
اليوم، بعد أكثر من 40 عامًا، لا يزال المشجعون الجزائريون والعرب يتذكرون تلك اللحظات بفخر. لقد كانت أكثر من مجرد مباراة كرة قدم؛ كانت رسالة قوية: لا شيء مستحيل في عالم المستطيل الأخضر.