2025-07-31 09:55:52
تصاعد التحذيرات من أعمال شغب محتملة في المونديال
أثار وثائقي لقناة بي بي سي البريطانية ضجة كبيرة بعد كشفه عن نية مجموعات من المشجعين الروس المشاغبين (الهوليغانز) تنظيم ما وصفوه بـ"مهرجان للعنف" خلال بطولة كأس العالم 2018 التي تستضيفها روسيا. وجاء في الوثائقي الذي بُث مساء الخميس تصريحات صادمة لأحد أفراد هذه المجموعات قال فيها: "بالنسبة للبعض ستكون المناسبة مهرجانا للكرة، وستكون لآخرين مهرجانا للعنف".

تحديات أمنية غير مسبوقة
كشف الوثائقي الذي حمل عنوان "جيش الهوليغانز الروسي" عن تحديات أمنية كبيرة تواجهها السلطات الروسية مع اقتراب انطلاق البطولة. وأظهر المشجعون المشاغبون -الذين ظهروا متخفين- استعدادهم لمواجهة القوات الأمنية، حيث صرح أحدهم قائلا: "رفاقنا أقوى من القوات الخاصة"، في إشارة واضحة لتحديهم للإجراءات الأمنية خلال المونديال.

تاريخ عنيف وإرث خطير
يأتي هذا التهديد في ظل سجل عنيف لمجموعات الهوليغانز الروس، خاصة بعد أحداث كأس أمم أوروبا 2016 في فرنسا. وقد أورد الوثائقي تصريحات لعناصر من رابطة مشجعي نادي لوكوموتيف موسكو الذين اتهموا بالمشاركة في أعمال العنف خلال تلك البطولة. وأعرب أحد قادة هذه الرابطة عن اعتقاده بأن السلطات الروسية ستعتقل كل المسؤولين عن أعمال الشغب المحتملة.

ردود فعل رسمية حازمة
سارعت السلطات الروسية للرد على هذه التقارير، حيث وصف فيتالي موتكو نائب رئيس الوزراء الروسي ورئيس اللجنة المنظمة للمونديال الوثائقي بأنه "دعاية تهدف إلى النيل من مصداقية البطولة". وأكد موتكو أن "روسيا قدمت ضمانات كافية فيما يتعلق بالأمن وستحترم جميع التزاماتها"، مشددا على أن بلاده جاهزة لاستضافة بطولة آمنة وناجحة.
مخاوف دولية وتطمينات من الفيفا
جاء بث الوثائقي بعد يوم واحد فقط من تصريحات مطمئنة لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، الذي أكد عدم تخوفه من حدوث أعمال شغب خلال المونديال. إلا أن التصريحات الأخيرة للمشجعين المشاغبين تثير تساؤلات حول فعالية الإجراءات الأمنية المخطط لها، خاصة في ظل التهديدات المباشرة التي أطلقها هؤلاء ضد المشجعين الإنجليز تحديدا، حيث صرح أحدهم: "أعداؤنا هم الإنجليز الذين اخترعوا ممارسات الهوليغانز".
استعدادات أمنية مكثفة
في مواجهة هذه التهديدات، تعمل السلطات الروسية على تعزيز الإجراءات الأمنية استعدادا للبطولة. ومن المتوقع أن تشهد المدن المضيفة تواجدا أمنيا مكثفا، مع تركيز خاص على المباريات التي قد تشهد تواجدا كبيرا للمشجعين الإنجليز. وتواجه روسيا تحديا كبيرا في تحقيق التوازن بين ضمان الأمن الكامل وتوفير أجواء احتفالية للبطولة، في اختبار حقيقي لقدرتها على تنظيم حدث بهذا الحجم وسط هذه التحذيرات الأمنية.