2025-07-04 15:06:47
عندما تسقط دموع لاعبي كرة القدم، لا تسقط فقط من أعينهم، بل تسقط في قلوب الملايين من المشجعين الذين يرون في هذه الدموع قصة كفاح، ألم، وفخر. منتخب مصر، ذلك الفريق العريق الذي يحمل على عاتقه أحلام أمة بأكملها، شهد لحظات من الفرح القصير والألم الطويل. الدموع التي ذرفها لاعبو الفراعنة على مر السنين ليست علامة ضعف، بل هي شهادة حية على مدى عمق المشاعر التي تربطهم بالقميص الوطني.

الدموع التي هزت الملاعب
من الصعب نسيان صورة محمد صلاح وهو يبكي بعد خسارة نهائي كأس الأمم الأفريقية 2017 أمام الكاميرون. تلك الدموع التي انهمرت دون سيطرة كانت تعبيراً صادقاً عن حجم الجهد الذي بذله هو وزملاؤه، وعن مرارة الفشل في لحظة حاسمة. كذلك، لا يمكن تجاهل دموع محمود حسن "الشيكابالا" بعد إصابة أقصته عن المشاركة في بطولة مهمة، أو بكاء أحمد حسن، أسطورة المنتخب، عند وداعه الملاعب.

لكن الدموع لم تكن دائماً تعبيراً عن الحزن. ففي 2008، عندما رفع الفراعنة كأس الأمم الأفريقية على أرضهم، سالت دموع الفرح من عيون اللاعبين والجماهير على حد سواء. كانت تلك الدموع بمثابة تتويج لمسيرة شاقة، وإثبات أن التضحيات لا تذهب سدى.

لماذا تبكي النجوم؟
قد يتساءل البعض: لماذا يبكي هؤلاء اللاعبون المحترفون الذين اعتادوا على ضغوط الملاعب؟ الإجابة بسيطة: لأن القميص الوطني ليس مجرد زي رياضي، بل هو شرف ومسؤولية. كل لاعب في منتخب مصر يعي أنه يحمل أمانة تاريخ بلد عريق في كرة القدم، وأن ملايين العيون تتجه إليه بانتظار البسمة أو الدموع.
الدموع في كرة القدم ليست ضعفاً، بل هي لغة أخرى يفهمها كل عاشق لهذه الرياضة. عندما يبكي اللاعب، فهو يبوح بما لا تستطيع الكلمات التعبير عنه. إنها مشاعر مختلطة من فخر بالتمثيل الوطني، وألم لفرصة ضائعة، وامتنان للجمهور الذي وقف خلفهم في السراء والضراء.
دروس من دموع الفراعنة
إذا كانت هذه الدموع تعلمنا شيئاً، فهو أن العاطفة جزء لا يتجزأ من الرياضة. في عالم أصبحت فيه كرة القدم تجارة في كثير من الأحيان، تذكرنا دموع لاعبي مصر بأن الروح الرياضية الحقيقية لا تزال حية. كما تذكرنا أن خلف كل نجاح هناك ساعات من التعب، وخلف كل فشل هناك دموع ستصبح وقوداً للمحاولات القادمة.
اليوم، كلما رأينا دموعاً على وجوه لاعبي المنتخب الوطني، علينا أن نتذكر أن هذه الدموع هي التي تصنع الأساطير. فمن يعرف؟ ربما تكون دموع اليوم هي بذور انتصارات الغد. لأن الفراعنة الحقيقيين لا يستسلمون، بل ينهضون من جديد، حاملين معهم أحلام أمة لا تعرف سوى الفخر بأبنائها، سواء في النصر أو الهزيمة.
عندما تسقط دموع لاعبي كرة القدم، لا تسقط فقط من أعينهم، بل من قلوب الملايين من المشجعين الذين يرون في هؤلاء اللاعبين أبطالاً وأحلاماً. ومنتخب مصر، بكل تاريخه العريق وإنجازاته، شهد لحظات من الفرح المُطلق وأخرى من الحزن العميق، حيث اختلطت دموع الفرح بدموع الخيبة.
لماذا تبكي النجوم؟
الكرة المصرية مليئة بالقصص المؤثرة، ومن أبرزها تلك اللحظات التي يذرف فيها اللاعبون الدموع. سواء كانت دموعاً بعد الفوز ببطولة قارية أو خسارة مأساوية تحبط آمال الأمة، فإن المشاعر تظهر بقوة. خذ مثلاً مشهد محمد صلاح بعد خسارة نهائي كأس الأمم الأفريقية 2021، أو دموع محمود حسن "ترزي" عند إصابة قاسية حرمته من المشاركة في حدث كبير. هذه الدموع ليست ضعفاً، بل دليل على مدى التزام اللاعبين وشعورهم بالمسؤولية تجاه شعب يضع كل آماله فيهم.
الألم الذي يسبق المجد
في كثير من الأحيان، تكون الدموع هي الثمن الذي يدفعه اللاعبون قبل الوصول إلى القمة. فالتدريبات القاسية، والإصابات، والضغط النفسي الهائل، كلها عوامل تجعل اللحظة التي ينهار فيها اللاعب عاطفياً مفهومة تماماً. منتخب مصر عانى كثيراً في رحلته، لكنه أيضاً قدم أمجاً لا تُنسى، مثل الفوز بثلاث بطولات أفريقية متتالية في أواخر العقد الأول من القرن الحالي.
رسالة إلى الجماهير
عندما يبكي اللاعبون، فإنهم يذكروننا بأنهم بشر مثلنا، يعيشون نفس المشاعر ويسعون جاهدين لتحقيق أحلامنا جميعاً. لذا، بدلاً من الانتقاد القاسي عند الخسارة، يجب أن نتذكر الجهد والتفاني الذي يبذلونه. دموعهم ليست نهاية الطريق، بل قد تكون بداية جديدة لانطلاق أقوى.
في النهاية، دموع لاعبي منتخب مصر هي جزء من قصتهم الملحمية، وقصة شعب يؤمن بأن الفرح قادم رغم كل الصعاب. فلتكن هذه الدموع دافعاً للأفضل، وليس سبباً لليأس.