2025-07-07 10:19:27
مدام كوري، أو ماري كوري كما تُعرف عالميًا، هي واحدة من أعظم العُلَماء في التاريخ، وقد تركت إرثًا علميًا لا يُنسى بفضل اكتشافاتها الرائدة في مجال النشاط الإشعاعي. وُلدت ماري سكلودوفسكا في بولندا عام 1867، ونشأت في عائلة مُثقفة لكنها عانت من الفقر والقمع تحت الحكم الروسي. رغم التحديات، أظهرت ماري تفوقًا دراسيًا مبكرًا، وسافرت لاحقًا إلى باريس لاستكمال تعليمها في جامعة السوربون، حيث التقت بزوجها المستقبلي، العالم بيير كوري.

كان تعاون ماري وبيير كوري علامة فارقة في تاريخ العلوم. معًا، اكتشفا عنصري البولونيوم (الذي سُمي على اسم وطن ماري الأصلي، بولندا) والراديوم، مما فتح الباب أمام فهم أعمق للإشعاع. حصلت ماري كوري على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1903 بالمشاركة مع زوجها وهنري بيكريل، لتصبح أول امرأة تفوز بهذه الجائزة المرموقة. وبعد وفاة بيير في حادث مأساوي، واصلت ماري أبحاثها بحماس أكبر، وفازت بجائزة نوبل ثانية في الكيمياء عام 1911، لتصبح الشخص الوحيد الذي يفوز بجائزتي نوبل في مجالين علميين مختلفين.

إلى جانب إنجازاتها العلمية، كرست مدام كوري حياتها للعمل الإنساني خلال الحرب العالمية الأولى، حيث طوَّرت وحدات أشعة متنقلة لمساعدة الجرحى. ومع ذلك، تعرَّضت صحتها للخطر بسبب تعرضها المستمر للإشعاع، مما أدى إلى وفاتها عام 1934 بسبب فقر الدم اللاتنسجي.

تُعد قصة مدام كوري مصدر إلهام للكثيرين، خاصة النساء في مجال العلوم، حيث كسرت الحواجز الجندرية وأثبتت أن العِلم لا يعرف حدودًا. إرثها لا يزال حيًا حتى اليوم، من خلال الأبحاث الطبية وتطبيقات الإشعاع في علاج السرطان. حياتها كانت مثالًا على المثابرة، الشغف، والتضحية من أجل المعرفة والإنسانية.