2025-07-07 10:20:22
حفيظ دراجي، هذا الاسم الذي يتردد صداه في أروقة الكرة الجزائرية والعالمية، ليس مجرد لاعب كرة قدم عادي، بل هو رمز للتفاني والعطاء والروح القتالية التي جعلته أحد أبرز نجوم الجزائر في التاريخ. من مواليد 1 مارس 1962 في سيدي بلعباس، بدأ دراجي مسيرته الكروية محلياً قبل أن ينطلق إلى العالمية، ليترك بصمة لا تنسى في الملاعب الأوروبية والعربية.

البدايات المتواضعة والصعود إلى النجومية
بدأ حفيظ دراجي مسيرته الكروية في نادي اتحاد بلعباس، حيث أظهر موهبة فذة جعلت الجميع ينتبه إليه. سرعان ما انتقل إلى نادي مولودية وهران، حيث تطور أداؤه بشكل ملحوظ، مما فتح له أبواب الاحتراف في الخارج. في عام 1984، انتقل إلى فرنسا ليلعب مع نادي نانت، حيث أذهل الجماهير بمهاراته الفنية وقدرته على تسجيل الأهداف.

لكن المحطة الأبرز في مسيرته كانت مع نادي أولمبيك مارسيليا، حيث أصبح أحد أهم اللاعبين في تاريخ النادي. قاد دراجي الفريق إلى تحقيق بطولة الدوري الفرنسي مرتين، كما ساهم في وصول الفريق إلى نهائي دوري أبطال أوروبا عام 1991. كانت قيادته داخل الملعب وإصراره على الفوز مصدر إلهام لزملائه وجماهير الفريق.

مع المنتخب الجزائري: القائد والأسطورة
على المستوى الدولي، كان حفيظ دراجي أحد أعمدة المنتخب الجزائري خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات. شارك في كأس الأمم الأفريقية عدة مرات، وكان قائداً للفريق في العديد من المناسبات. يتميز دراجي بروحه القتالية وقدرته على تحفيز زملائه، مما جعله أحد أكثر اللاعبين احتراماً في تاريخ الكرة الجزائرية.
الإرث الذي تركه دراجي
بعد اعتزاله الكرة، تحول حفيظ دراجي إلى مدرب، حيث عمل مع عدة أندية جزائرية وعربية، ساعياً إلى نقل خبرته إلى الأجيال الجديدة. كما أنه أصبح أحد رموز الرياضة في الجزائر، حيث يُعتبر نموذجاً للنجاح والتفاني.
اليوم، لا يزال اسم حفيظ دراجي يذكر بالفخر في كل مكان، كونه أحد اللاعبين الذين رفعوا اسم الجزائر عالياً في المحافل الدولية. إنه ليس مجرد لاعب، بل مدرسة في الروح الرياضية والقيادة.
الخاتمة
حفيظ دراجي هو أكثر من مجرد أسطورة كروية، فهو رمز للعزيمة والتفاني. مسيرته تثبت أن الموهبة والعمل الجاد يمكن أن يصنعا المعجزات. سيبقى اسمه محفوراً في ذاكرة الكرة الجزائرية إلى الأبد، كمثال يُحتذى به للأجيال القادمة.