2025-07-30 09:28:16
أصبحت تقنية حكم الفيديو المساعد (الفار) أحد أكثر المواضيع إثارة للجدل في عالم كرة القدم الحديثة، حيث أدخلت مفهوماً جديداً للأهداف "المؤقتة" التي قد تُلغى بعد لحظات من الاحتفال. ولم يكن هناك مثال أوضح من مباراة مانشستر سيتي وتوتنهام هوتسبير في دوري أبطال أوروبا، حيث تحوّل الفرح إلى صدمة في ثوانٍ معدودة بعد إلغاء هدف الفوز المتأخر بسبب التسلل.

من الفرح إلى اليأس في لحظات
عندما أحرز رحيم سترلينغ هدفاً متأخراً لمانشستر سيتي، بدا أن الفريق حقق التأهل إلى نصف النهائي، لكن الفرحة لم تدم طويلاً. بعد مراجعة الفيديو، أُلغِي الهدف بسبب تسلل سيرجيو أغويرو قبل تمرير الكرة، مما حوّل مشاعر الجماهير واللاعبين من ابتهاج إلى صدمة. بيب غوارديولا، الذي قفز فرحاً، انتهى به المطاف جاثياً على ركبتيه، بينما انتقلت البهجة فجأة إلى لاعبي توتنهام الذين كانوا على وشك الخروج من البطولة.

هل تُفقد كرة القدم تلقائيتها؟
رغم أن تقنية الفار ساعدت في تحقيق العدالة وتصحيح الأخطاء التحكيمية، إلا أنها أثارت تساؤلات حول تأثيرها على روح اللعبة. ماوريسيو بوكيتينو، مدرب توتنهام، كان من بين الذين عبّروا عن قلقهم من أن هذه التقنية قد تُضعف المشاعر التلقائية التي تميّز كرة القدم. فبدلاً من الاحتفال الفوري، أصبح على الجماهير الانتظار حتى يتم التأكد من صحة الهدف، مما يخلق حالة من التوتر و"الفرح المؤقت".

مستقبل كرة القدم مع تقنية الفار
مع اعتماد الدوري الإنجليزي الممتاز لتقنية الفار بدءاً من الموسم المقبل، سيتعيّن على الجماهير التعود على فكرة أن الأهداف قد تُلغى بعد لحظات من تسجيلها. ورغم أن هذه التقنية ستقلل الأخطاء التحكيمية الظالمة، إلا أنها ستجلب معها تحديات جديدة، خاصة في كيفية تعامل المشجعين مع لحظات الفرح التي قد تتحول إلى خيبة أمل في لمح البصر.
في النهاية، تقنية الفار غيّرت طريقة عيشنا لمشاعر كرة القدم، لكنها أيضاً جعلت اللعبة أكثر عدلاً. السؤال الأكبر الآن هو: هل يستحق تحقيق العدالة التضحية بجزء من التلقائية والعاطفة التي جعلت كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية في العالم؟