2025-07-07 10:15:01
في 18 نوفمبر 2009، شهد ملعب أم درمان في السودان واحدة من أكثر المباريات إثارةً وتوتراً في تاريخ الكرة العربية، عندما التقت منتخبات الجزائر ومصر في مباراة حاسمة لتحديد المتأهل إلى كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا.

خلفية المباراة
جاءت هذه المواجهة بعد منافسة شرسة في التصفيات الأفريقية، حيث كانت المجموعة تضم أيضاً منتخبات زامبيا ورواندا. وكانت المباراة بين الجزائر ومصر في القاهرة قبل أسابيع قد انتهت بفوز مصر 2-0، مما جعل المواجهة في أم درمان حاسمة لتحديد المتأهل.

الأجواء المشحونة
قبل المباراة، سادت أجواء مشحونة بين الجماهير واللاعبين، حيث وصل الآلاف من المشجعين الجزائريين والمصريين إلى السودان لدعم فرقهم. واتخذت السلطات السودانية إجراءات أمنية مشددة لضمان سلامة الجميع.

أحداث المباراة
انطلقت المباراة بوتيرة سريعة، حيث سجل الجزائري "أنطار يحيى" الهدف الأول في الدقيقة 39 من الشوط الأول، ليعطي الأمل لجماهير الخضر. لكن المنتخب المصري لم يستسلم، وتمكن من تسجيل هدف التعادل عبر "أحمد حسن" في الدقيقة 65.
استمرت المباراة بنفس الوتيرة المتوترة، لكن النتيجة بقيت 1-1 حتى نهاية الوقت الأصلي، مما اضطر الحكم إلى اللجوء إلى الوقت الإضافي. في الدقيقة 100، سجل "أمير سعيدي" الهدف الثاني للجزائر، ليعيد الأمل من جديد. ومع اقتراب نهاية المباراة، أدرك المصريون أن حلم التأهل بدأ يتبدد.
النتيجة والتأهل التاريخي
انتهت المباراة بفوز الجزائر 1-0 في الوقت الأصلي (باحتساب نتيجة الذهاب والإياب)، ليتأهل المنتخب الجزائري إلى كأس العالم 2010 بعد غياب دام 24 عاماً. بينما خرج المصريون محبطين رغم أدائهم القوي.
ذكرى خالدة
لا تزال هذه المباراة محفورة في ذاكرة عشاق الكرة العربية، ليس فقط بسبب أهميتها الكبيرة، ولكن أيضاً بسبب المشاعر الجياشة والأجواء الدراماتيكية التي رافقتها. وقد أصبحت أيقونة في تاريخ المواجهات بين الجزائر ومصر، تذكر دائماً بالتنافس الشريف والعاطفة الكروية الصادقة.
حتى اليوم، يتذكر الجماهير هذه اللحظات بتفاصيلها، سواء كانوا جزائريين أو مصريين، لأنها تجسد روح الرياضة والمنافسة التي تجمع الشعوب رغم كل الخلافات.