2025-07-30 10:14:10
يُعد الفرنسي جان كيفن أوغستين أحد أكثر اللاعبين تكلفة في تاريخ كرة القدم، ليس بسبب مهاراته أو أهدافه، بل بسبب الصفقة الكارثية التي كلفت نادي ليدز يونايتد ملايين الدولارات مقابل مشاركات محدودة للغاية. فبعد انتقاله إلى النادي الإنجليزي في 2020، تحولت قصته إلى واحدة من أكثر القضايا المالية إثارة للجدل في عالم كرة القدم.

صفقة الإعارة التي تحولت إلى كابوس
انضم أوغستين إلى ليدز يونايتد في يناير 2020 قادماً من لايبزيغ الألماني في صفقة إعارة مع خيار شراء بقيمة 22 مليون دولار في حال صعود الفريق إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. لكن المفارقة أن اللاعب شارك في ثلاث مباريات فقط كبديل، ولعب ما مجموعه 48 دقيقة دون أن يسجل أي هدف. ومع ذلك، وبعد تحقيق ليدز الصعود إلى البريميرليج في يوليو 2020، وجد النادي نفسه ملزماً بدفع المبلغ المتفق عليه، رغم انتهاء فترة الإعارة رسمياً في 30 يونيو من نفس العام.

معركة قضائية طويلة
رفض ليدز في البداية دفع المبلغ، مما دفع لايبزيغ إلى رفع دعوى أمام الفيفا. وفي ديسمبر 2022، خسر النادي الإنجليزي استئنافه أمام محكمة التحكيم الرياضية، واضطر إلى تسوية مالية مع لايبزيغ بلغت نحو 20 مليون دولار. لكن المشكلة لم تنتهِ عند هذا الحد، حيث رفع أوغستين بدوره قضية ضد النادي مطالباً بحقوقه المالية وفقاً للعقد الموقع.

حكم الفيفا الصادم
في أبريل 2023، أصدرت غرفة فض المنازعات التابعة للفيفا حكماً لصالح أوغستين، وأمرت ليدز بدفع تعويضات ضخمة تجاوزت 30 مليون دولار، تشمل رواتب خمس سنوات (115 ألف دولار أسبوعياً) بالإضافة إلى مكافأة توقيع تبلغ 3 ملايين دولار. وبحسب الخبير المالي كيران ماغواير، فإن هذه الصفقة جعلت أوغستين "اللاعب الأكثر تكلفة في التاريخ مقارنة بعدد الدقائق التي لعبها"، حيث كلف النادي ما يعادل 17 ألف دولار لكل ثانية قضاها على الملعب.
درس قاسٍ للأندية
أصبحت قضية أوغستين نموذجاً للصفقات الفاشلة التي تتحول إلى كوارث مالية بسبب سوء التخطيط العقاري. فبدلاً من أن يكون انتقالاً يعزز صفوف ليدز، تحول إلى عبء مالي ثقيل، مما يسلط الضوء على أهمية التدقيق في بنود العقود وتجنب الالتزامات المالية غير المدروسة. واليوم، تبقى هذه الصفقة تحذيراً للأندية من مخاطر التعاقد مع لاعبين دون ضمانات أداء واضحة.